(لقاء يونهاب) د. أحمد عبادي: إحجام المغرب عن قبول المساعدات الإنسانية بعد الزلزال ليس خيارا 'سياسيا'

سيئول، 20 سبتمبر (يونهاب) -- قال باحث مغربي إن قرار المغرب بقبول المساعدات الإنسانية بشكل انتقائي من عدد قليل من البلدان في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي، ليس له دوافع سياسية ولكنه يعتمد فقط على حسابات لوجستية.

وأدلى الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، بهذه التصريحات في لقاء صحفي أجرته معه وكالة يونهاب للأنباء في مقر الوكالة وسط سيئول يوم أمس الثلاثاء، بعد أن أثار قبول الرباط مساعدات خارجية محدودة في أعقاب أحد أكثر الزلازل دموية في البلاد تساؤلات حول ما إذا كانت السياسة هي المساعدات الإنسانية الوشيكة.

وقال "إنها ليست مسألة تردد، إنها مجرد مسألة تنظيم تلك التبرعات وتحسينها". وأضاف: "كانت هناك بعض التفسيرات السياسية من قبل بعض الدول، وهذه ليست حقيقة".

منذ أن ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وسط المغرب في 8 سبتمبر، لم تقبل حكومتها سوى المساعدات من أربع دول، بما في ذلك إسبانيا وقطر وبريطانيا والإمارات العربية المتحدة، بينما رفضت أو تجاهلت العروض المقدمة من دول أخرى.

"إذا كان لدينا كفايتنا من منتج أو أمر ما، واستقبلناه من دول أخرى، فسيكون ذلك هدراً. لذلك طلبنا فقط التوقف مؤقتاً من أجل تشغيل نتائج ما لدينا وحماية احتياجاتنا الحقيقية، ثم مطالبنا سوف تعتمد على الإحصائيات، وسوف تعتمد على استكشاف المنتجات الحالية وما هي احتياجاتنا الحقيقية".

ولقد عرضت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أيضًا إرسال فريق إغاثة من الكوارث ومساعدات إنسانية بقيمة مليوني دولار أمريكي إلى المغرب الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة إنها تجري مشاورات وثيقة مع المغرب بشأن الإجراءات الداعمة التفصيلية.

وفي سؤال حول نصائحه للمجتمع الكوري لكي يصبح أكثر انفتاحا وأكثر تسامحا تجاه الثقافات المختلفة في الوقت الذي كوريا بحاجة الى قبول المزيد من المهاجرين من الدول الأخرى، بالإشارة الى معارضة شرسة من قبل سكان منطقة شمال مدينة دايغو والتي تم بناء مسجد فيها ، قال الدكتور أحمد " أن المعارضة لمثل هذا العمل عندما تكون مبنية على مجرد الخوف فقط لا يكون لها سند من العلم، ومعرفة بالواقع.

وأضاف بالقول " نحن نعيش جميعًا في صندوق صغير كما نسميه الأرض، يتم التعامل معه بواسطة شعاع الشمس، ويتعلق بالنظام الشمسي الذي يعد جزءًا من المجرة. هذا هو المكان الذي نحن فيه في نهاية اليوم. لذا، علينا أن نتعلم كيف نعيش معًا، كيف نفعل معًا من خلال الاعتراف المتبادل.. ولكن بالطبع، يجب أن تكون هناك طريقة أكثر فائدة للقيام بذلك. وهذا الطريق الأكثر إثمارًا لا يمكن التوصل إليه إلا من خلال البحث ومن خلال العلم، ومن خلال الاعتراف المتبادل والتعلم المتبادل عن بعضنا البعض. إن الجزء الصغير الذي نعيش فيه من كوكب الأرض الذي خلقه الله غني جدًا من حيث الحكمة، ومن حيث العلوم، ومن حيث المعرفة. نحتاج فقط إلى الانفتاح على بعضنا البعض، للوصول إلى هذا المستوى من الطرق للعيش معًا والعمل معًا ".

يشار الى أن الدكتور أحمد تم تعيينه من قبل الملك المغربي، الملك محمد السادس، عام 2006م لرئاسة مركز الأبحاث الذي ترعاه الدولة، ويُعرف بأنه عالم إسلامي محترم في المنطقة.

وقال الدكتور أحمد الذي يزور سيئول حاليا بدعوة من المؤسسة الكورية، إنه معجب "بقصة النجاح الرائعة" لكوريا الجنوبية.

وأضاف: "تاريخكم، وخاصة التاريخ الحديث، الذي قفزتم فيه من 25 دولارًا سنويًا إلى 75 دولارًا سنويًا و35 ألف دولار سنويًا، هذا شيء سيجعل صوتكم مسموعًا ولن يجرؤ أحد على القول بأن هؤلاء أشخاص مثاليون".

وشدد على أن كوريا الجنوبية يمكن أن تكون بمثابة "مكان لبناء السلام" نظرا لحجمها الكبير وتاريخها الذي لم يسبق لها غزو دولة أخرى.

وأضاف: "تاريخكم هو تاريخ فخر ومقاومة، ولا تستخدمون قوتكم لإخضاع أي شخص". "يمكنك أن تأخذ مكانا في العالم لا يستطيع أي شخص آخر أن يأخذه ... وستجدنا وصديقك القديم، المغرب، شخصا بجانبك ويعمل في بلدنا الذي يمكن أن نكون بوابتك إليه لأفريقيا."

وكان المغرب أول دولة إفريقية أنشأت معها كوريا الجنوبية بعثة دبلوماسية. وأقامتا علاقات دبلوماسية في عام 1962.

(انتهى)

peace@yna.co.kr