Go to Contents Go to Navigation

(مرآة الأخبار) كيشيدا يرد على مبادرة يون باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين

ملفات خاصة 2023.05.08 11:27
(مرآة الأخبار) كيشيدا يرد على مبادرة يون باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين - 1

سيئول، 7 مايو (يونهاب) -- اتخذ رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا بعض الخطوات للرد بالمثل على التزام الرئيس يون سيوك-يول بتحسين العلاقات الثنائية، حيث وافق على قيام فريق كوري جنوبي بالتحقق من التصريف المخطط للمياه المشعة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المعطلة وأقر بتعرض الكوريين في الماضي للألم تحت الحكم الاستعماري الياباني.

كانت قضية تصريف المياه بالإضافة للموقف الياباني من استعمارها لشبه الجزيرة الكورية 1910-45 من أهم النقاط التي تمت متابعتها عن كثب، حيث عقد يون وكيشيدا قمتهما الثانية في أقل من شهرين لإضافة الزخم إلى الدفء الأخير الذي يشوب العلاقات الثنائية.

بدأ ذوبان الجليد في العلاقات في مارس بعدما قررت إدارة يون تعويض ضحايا العمل القسري من الكوريين بنفسها ودون تدخل من اليابان، القرار الذي أشاد به رئيس الوزراء الياباني ووصفه بالـ"الشجاع".

(مرآة الأخبار) كيشيدا يرد على مبادرة يون باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين - 2

أعاد كيشيدا من جانبه إظهار النوايا الحسنة حيث أعلن أنه سيقبل زيارة فريق من الخبراء الكوريين للتحقق من عملية تصريف المياه الملوثة.

وفي ظل دعوات كورية للاعتذار الصادق، اعترف أيضا بالألم الذي تعرض له ضحايا العمل القسري. حيث قال "قلبي يتألم من حقيقة أن العديد من الناس مروا بتجربة مؤلمة للغاية وحزينة في ظروف قاسية في ذلك الوقت"، قبل أن يضيف أنه كان يتحدث بصفته الشخصية.

ولكن قال منتقدون إن التصريح ما زال قاصرا عن تقديم اعتذار مباشر.

رد كيشيدا ليون زيارته لطوكيو في مارس، بغرض إحياء "الدبلوماسية المكوكية" بين قادة البلدين بعد توقف دام 12 عاما بسبب العداء التاريخي الناجم عن قضايا متعلقة بالحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية.

وقال محللون إنه من المتوقع أن تضيف دبلوماسية المكوك المستأنفة زخما جديدا لتعاون البلدين في التعامل مع التحديات الخطيرة، بما يشمل التهديدات الكورية الشمالية المتطورة إلى الجموح الصيني.

من المرجح أيضًا أن يساعد ذوبان الجليد بين سيئول وطوكيو الولايات المتحدة في سعيها لتعزيز التعاون الثلاثي مع الحليفتين الآسيويتين لمواجهة التحديات المشتركة، لكن الانقسام العالمي إلى تكتلات جيوسياسية متنافسة يمكن أن يقلص مجال تعاون القوى العظمى بشأن القضية الكورية الشمالية، حسبما أشار المحللون.

في هذا الصدد قال نام تشانغ-هي أستاذ السياسة الدولية في جامعة إينها "التوترات من مضيق تايوان إلى الحرب في أوكرانيا والوضع في كوريا الشمالية، من الممكن أن يتحول هذا الوضع الضبابي المعقد إلى حلقة مفرغة"، وأضاف "في ظل عدم اليقين المتراكم، على البلاد أن تتفق على ضرورة تعظيم مساحة التعاون كلما تمكنت من ذلك".

يبدو أن التحديات الخارجية كانت بمثابة دعوة للديمقراطيتين الآسيويتين المشغولتين بسلسلة من المشاحنات، بما في ذلك أخطاء الحقبة الاستعمارية اليابانية، وادعاءيهما حول جزر دوكدو الواقعة في أقصى شرق كوريا وخطة تصريف المياه المشعة من محطة فوكوشيما، على سبيل المثال لا الحصر.

على رأس التحديات التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية. حيث تضاعف بيونغ يانغ مشاريع اقتناء أسلحة خطرة، بما يشمل المشاريع المتعلقة بتطوير أسلحة نووية تكتيكية ومجموعة متنوعة من الصواريخ الباليستية التي تضع كوريا الجنوبية واليابان والبر الأمريكي في نطاقها.

للتعامل مع التحديات الشمالية، تدفع واشنطن لتعزيز التعاون الثلاثي مع حليفتيها الآسيويين، ما دفع سيئول إلى اتخاذ خطوات عملاقة في مارس لتطبيع العلاقات مع طوكيو حيث أعلنت عن حل للقضية الشائكة المتعلقة بتعويض ضحايا العمل القسري.

بموجب الحل، ستقوم مؤسسة حكومية بتعويض الضحايا بلا مساهمة من الجانب الياباني.

ولكن في أعقاب ذلك، تحاول الدولتان تطبيع اتفاقية تبادل المعلومات الاستخباراتية وعلاقتها التجارية، واستئناف الحوار على مستوى العمل ودبلوماسية القمم.

في قمة الأحد مع كيشيدا، شدد يون على أن التعاون بين البلدين ضروري ليس فقط لمصالحهما، ولكن أيضًا من أجل السلام والازدهار في العالم، لا سيما في ظل الوضع الدولي "الخطير".

وقال "في الوضع الذي تتعرض فيه الديمقراطية الليبرالية، التي كانت بمثابة أساس لسلام المجتمع الدولي وازدهاره للتهديد سيتعين على كوريا الجنوبية واليابان، اللتين تشتركان في القيم العالمية، أن تتعاونا من خلال تضامن أقوى".

كما أكد يون على الحاجة إلى "الخروج من الفكرة القائلة بأن الجارتين لا تستطيعان حتى اتخاذ خطوة إلى الأمام من أجل التعاون المستقبلي دون حل كامل لقضاياهما التاريخية".

ويتماشى هذا مع تصريحاته السابقة بأن الدولتين ليستا في علاقة "محصلتها صفر"، التي يكسب أحد الأطراف فيها خسارة الآخر.

(مرآة الأخبار) كيشيدا يرد على مبادرة يون باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين - 3

من جانبه، أبدى كيشيدا رغبته في تحسين العلاقات مع كوريا الجنوبية من خلال زيارة سيئول في وقت أبكر مما كان متوقعا. جاء تحركه على خلفية ارتفاع معدلات التأييد له وفوز حزبه الديمقراطي الليبرالي في الانتخابات المحلية الشهر الماضي.

يعد كيشيدا هو أول رئيس وزراء ياباني يزور سيئول في شكل دبلوماسية ماكوكية منذ أن زار رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا العاصمة الكورية الجنوبية في أكتوبر 2011.

جاء استئناف الدبلوماسية المكوكية قبل قمة ثلاثية بين يون والرئيس الأمريكي جو بايدن وكيشيدا من المتوقع أن تُعقد على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما باليابان في وقت لاحق من هذا الشهر.

من المرجح أن تكون القمة الثلاثية مكانًا يمكن للقادة فيه تعميق تعاونهم الأمني ضد التهديدات الكورية الشمالية، فضلاً عن الجهود المشتركة لتعزيز الاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

(مرآة الأخبار) كيشيدا يرد على مبادرة يون باتخاذ خطوات لتحسين العلاقات بين البلدين - 4

يُشار إلى أن التقدم في التعاون الثلاثي ملموس بالفعل حيث وافقت الدول الثلاث على إجراء مناورات دفاع صاروخي ومضادة للغواصات بشكل منتظم لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية، وذلك خلال محادثات الدفاع رفيعة المستوى التي انعقدت الشهر الماضي. كما وافق القادة على تبادل بيانات التحذير من الصواريخ "في الوقت الحقيقي".

يأتي توطيد التعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة وحلفائها الآسيويين في سياق التنافس الصيني الأمريكي المتزايد والتوترات المتزايدة بين الغرب وروسيا بشأن حرب أوكرانيا.

يقول محللون إن إعادة الاصطفاف الجيوسياسي المتنامي قد يزيد من صعوبة تعزيز التعاون بين القوى العظمى في دفع كوريا الشمالية للتخلي عن أسلحتها النووية واختيار طريق السلام في شبه الجزيرة الكورية.

وقال تشو جيه- وو، أستاذ الدراسات الصينية في جامعة كيونغ هي "خاصة في أعقاب الحرب في أوكرانيا، أدى الاحتكاك بين الولايات المتحدة وروسيا وبين الولايات المتحدة والصين إلى إضعاف آفاق التعاون بينهما بشأن مأزق كوريا الشمالية".

لكن ظهرت الآمال في أن الاستئناف المحتمل للقمة الثلاثية بين كوريا الجنوبية والصين واليابان يمكن أن يساعد في تخفيف التوترات الجيوسياسية في شمال شرق آسيا وتعزيز التعاون فيما بينها.

عقدت الدول الثلاث ثماني جولات من محادثات القمة الثلاثية منذ اجتماعها الأول في ديسمبر 2018. ولكن توقفت هذه اللقاءات منذ قمتهم الأخيرة في مدينة تشنغدو الصينية في ديسمبر 2019 ، وسط الخلافات التاريخية بين سيئول وطوكيو، وتفشي جائحة كورونا.

ولكن لا تزال الشكوك قائمة بشأن المسار المستقبلي للعلاقات بين سيئول وطوكيو، حيث تواصل اليابان ادعاءها حول دوكدو مع سياسييها اليمينيين الذين يزورون بشكل دوري ضريح ياسوكوني الذي يُنظر إليه على أنه رمز للنزعة العسكرية التاريخية اليابانية.

(انتهى)

heal@yna.co.kr

كلمات رئيسية
كلمات رئيسية للقضية
더보기
기타
المزيد
الصفحة الرئيسية الى الاسفل