(مرآة الأخبار) وثائق البنتاغون المسربة تضع كوريا الجنوبية في موقف حرج قبيل زيارة يون إلى واشنطن

سيئول، 10 أبريل (يونهاب) -- وضع تسريب الوثائق الأمريكية المزعومة التي تحتوي على معلومات تم الحصول عليها عبر التنصت على حليف مثل كوريا الجنوبية ، وضع سيئول في موقف حرج، لأنه جاء قبل أسبوعين فقط من زيارة الرئيس يون سيوك-يول المقررة إلى واشنطن.

وفقًا لتقارير من نيويورك تايمز وواشنطن بوست، كشفت مجموعة من وثائق البنتاغون المسربة التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي أن أجهزة المخابرات الأمريكية تصنتت على محادثات في المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية في أوائل مارس بشأن تقديم دعم أسلحة لأوكرانيا.

نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الوثائق إن المساعد الرئاسي للشؤون الخارجية في حكومة يون أخبر مستشار الأمن الوطني كيم سونغ-هان أن الحكومة "غارقة في مخاوف من أن الولايات المتحدة لن تكون المستخدم النهائي إذا امتثلت كوريا لطلب أمريكي للحصول على ذخيرة".

إن محاولات الولايات المتحدة للتنصت على محادثات كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين، إذا تأكدت، ستمثل تلاعبًا خبيثا بحليف آسيوي رئيسي ودليل على مدى ضعف المكتب الرئاسي أمام محاولات التجسس.

لكن سوء التعامل مع القضية قد يثير التوترات مع الولايات المتحدة في الوقت الذي يستعد فيه يون للسفر إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما ستكون أول زيارة دولة لرئيس كوري جنوبي منذ 12 عامًا.

تحتاج سيئول أيضًا إلى مساعدة الولايات المتحدة في كبح جماح كوريا الشمالية التي تزداد عدوانية، بما في ذلك تعزيز الحماية الأمريكية "للردع الموسع" للبلاد، وتقليل الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها القوانين الأمريكية الخاصة بأشباه الموصلات والمركبات الكهربائية على الاقتصاد الكوري.

في هذا الوقت، لا يزال مكتب يون حذرًا.

وصرح مسؤول رئاسي كبير لوكالة يونهاب للأنباء يوم الاثنين "لم نحدد بعد ما إذا كانت التقارير صحيحة، لذلك نحن بحاجة للتشاور مع الولايات المتحدة".

وقال مسؤول كبير آخر إن واشنطن ستشارك نتائج تحقيقات وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون بخصوص التسريبات، مضيفًا أنه "لا شك في ثقتنا بالولايات المتحدة".

وردد مسؤول في سفارة كوريا الجنوبية في واشنطن نفس المشاعر قائلا: "تحالف كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قوي بنفسه".

بحسب ما ورد تم إطلاع يون على الأمر يوم الأحد وأمر مساعديه بالنظر في القضية بعناية.

لم يعد الكشف عن قيام واشنطن بالتنصت على حلفائها مفاجأة، حيث وقعت مثل هذه الأحداث في الماضي.

في عام 2013، أظهرت وثائق مسربة من وكالة الأمن الوطني الأمريكية أن الولايات المتحدة قد فتشت سفارة كوريا الجنوبية في واشنطن وعشرات البعثات الدبلوماسية الأخرى.

طالبت حكومة كوريا الجنوبية في ذلك الوقت بتفسير من الولايات المتحدة، وبحسب ما ورد تلقت ردًا يفيد بأن واشنطن ستراجع عملياتها الاستخباراتية.

في الوقت نفسه، يتهم النقاد إدارة يون بتعريض نفسها للتنصت من خلال نقل المكتب الرئاسي على عجل دون اتخاذ تدابير أمنية مناسبة.

قام يون بنقل المكتب الرئاسي من المجمع الرئاسي السابق في البيت الأزرق إلى مقر وزارة الدفاع آنذاك لمساعدته على التواصل بشكل أفضل مع الجمهور.

في مقابلة إذاعية يوم الاثنين، ادعى النائب كيم بيونغ-جو من الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي أنه من الممكن أن تكون أجهزة التنصت عبر الهاتف والتنصت المختلفة قد اختلطت مع معدات أخرى أثناء عملية النقل.

وقال " المشكلة الأكبر هي أن هناك قاعدة عسكرية أمريكية بجوار المكتب الرئاسي"، في إشارة إلى ما تبقى من المقر السابق للقوات الأمريكية في كوريا.

كما دعا كيم إلى إعادة النظر في القمة التي من المقرر عقدها في يوم 26 أبريل بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وادعى أن بعض الدول ألغت زيارات دولة بعد حوادث مماثلة في الماضي.

أقر مسؤولو الرئاسة بالحاجة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المكتب الرئاسي إذا لزم الأمر لكنهم استبعدوا أي صلة بين عملية نقل المكتب الرئاسي والتصنت المزعوم.

وقال مسؤول رئاسي: "يجب ألا تتضرر العلاقة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بشكل متهور من أجل الحرب السياسية".

(انتهى)

heal@yna.co.kr