(جديد 3) 5 طائرات مسيرة من كوريا الشمالية تعبر الحدود إلى الجنوب

سيئول، 26 ديسمبر (يونهاب) -- اقتحمت 5 طائرات بدون طيار كورية شمالية للحدود بين الكوريتين، حيث حلقت إحداها فوق شمال سيئول اليوم الاثنين، مما دفع كوريا الجنوبية إلى إرسال طائراتها المسيرة بدون طيار إلى داخل كوريا الشمالية في «خطوة مقابلة».

ورصد الجيش الكوري الجنوبي عدة طائرات مسيرة في المناطق الحدودية لإقليم "كيونغ كي" بدءا من الساعة 10:25 صباحًا، وفقًا لمسؤول في هيئة الأركان المشتركة. ويبلغ عرض تلك المركبات مترين أو أقل.

وقد حلقت الطائرات عبر خط ترسيم الحدود العسكرية الفاصل بين الكوريتين، وشوهدت وهي تحلق في مناطق في "كيمبو" وجزيرة "كانغهوا" و"باجو"، مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية المدنية مؤقتًا. وهي المرة الأولى لحدوث اختراق للحدود من هذا القبيل منذ 5 سنوات.

وقالت هيئة الأركان المشتركة إن إحدى الطائرات حلقت على طول الطريق إلى الجزء الشمالي من سيئول، بينما حامت البقية في جزيرة "كانغهوا"، غرب العاصمة، وفي المناطق حولها.

وقال الهيئة إن الجنوب أرسل رسائل تحذيرية، وأرسل المقاتلات وطائرات الهليكوبتر الهجومية وطائرات حربية أخرى لإبعادها، بينما لم يتم التأكد بعد مما إذا كانت تحمل أي أسلحة.

وقد أطلقت مروحيات عسكرية حوالي 100 طلقة على الطائرات الكورية الشمالية، لكنها فشلت في إسقاطها.

وقالت الهيئة إنها أجرت عملياتها على نطاق محدود تجنبا للإضرار بالمدنيين.

وقد تعرف أحد الطيارين بالعين المجردة على إحدى الطائرات المسيرة، وتبدو مماثلة للطائرة المسيرة التي سقطت في بلدة "إنجي" في عام 2017، وفقا للمسؤولين.

وعادت الطائرة الكورية الشمالية التي حلقت فوق سيئول إلى الشمال، بينما اختفت الطائرات المسيرة الأربعة الأخرى من معدات الرصد لكوريا الجنوبية.

وفي خطوة مماثلة، أرسلت كوريا الجنوبية أصولها العسكرية إلى المناطق الحدودية، مع إرسال بعض الطائرات المسيرة إلى الشمال للقيام بعمليات المراقبة وغيرها من العمليات، بما في ذلك التقاط صور «لمنشآت عسكرية رئيسية للعدو»، وفقًا لهيئة الأركان المشتركة. وقد عادت جميع الطائرات إلى قواعدها بسلام.

وقال مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة اللواء "لي سيونغ-أو" في مؤتمر صحفي: «هذا عمل استفزازي صريح من قبل كوريا الشمالية ينتهك أجواءنا الإقليمية»، وأكد أن «الجيش سيرد على نحو شامل وحازم على ذلك العمل الاستفزازي الكوري الشمالي في المستقبل».

وقد نشر الجيش أيضًا طائرة هجومية خفيفة من طراز "كيه إيه-1"، ولكنها سقطت لسبب غير معلوم في قرية "هوينغ سونغ"، على بعد حوالي 140 كيلومترًا شرق سيئول، في الساعة 11:39 صباحًا، ونجا الطياران اللذان كانا على متنها.

وفي أعقاب اختراق الطائرات المسيرة للحدود، قاد مستشار الأمن الوطني "كيم سونغ-هان" الاستجابة المباشرة للحادث، وفقا لما ذكره أحد مساعدي الرئيس "يون سيوك-يول" للصحفيين مشترطا عدم الكشف عن هويته. ولم ينعقد اجتماع مجلس الأمن الوطني.

ويقول المحللون إن إرسال الطائرات المسيرة عبر الحدود بين الكوريتين يمثل انتهاكا للاتفاق العسكري لعام 2018 والذي يهدف إلى الحد من التوترات، وينتهك أيضا اتفاقية الهدنة التي أنهت الحرب الكورية (؜1950-1953).

وكانت عمليات الطائرات بدون طيار لكوريا الشمالية مصدرًا للمخاوف الأمنية المتزايدة في سيئول، حيث يمكن استخدامها في عمليات التجسس، فضلا عن مهام الهجوم المحتملة ضد الجنوب.

وأعلنت كوريا الجنوبية اكتشافها لعمليات الطائرات المسيرة لكوريا الشمالية جنوب الحدود في عامي 2014 و2017، مما أدى إلى دق ناقوس الخطر ضد التهديدات الأمنية التي تشكلها تلك المركبات غير المأهولة بالعنصر البشري.

ويقول مراقبون إن الشمال لديه ما يصل إلى ألف طائرة بدون طيار، في محاولة واضحة لتعويض تفوق القوات الجوية للجنوب والتي تضم طائرات مقاتلة متقدمة، وكذلك لتعزيز قدراته الاستطلاعية.

ويمتلك الشمال سلسلة "بانغ هيون" التي يُعتقد أنها صُنعت على طراز نظام الطائرات بدون طيار الصيني "D-4". وتشمل أيضًا المركبة "دورومي" متعددة الأغراض، والتي يُعتقد أنها قادرة على القيام بمهام المراقبة والهجوم.

وتبرز المخاوف من أن بعض الطائرات الكورية الشمالية بدون طيار يمكن أن تحمل أسلحة كيميائية أو بيولوجية لاستخدامها في عمليات إرهابية ضد الجنوب.

وقد أثار الانتهاك الأخير للمجال الجوي الإقليمي لكوريا الجنوبية التوترات من جديد، وذلك بعد أن أطلقت كوريا الشمالية يوم الجمعة صاروخين باليستيين قصيري المدى وصاروخين باليستيين متوسطي المدى قبل ذلك بخمسة أيام.

(انتهى)

hala3bbas@yna.co.kr