(مرآة الأخبار) الشرطة تتعرض لانتقادات لاذعة لتقصيرها في الاستجابة لبلاغات الطوارئ قبيل وقوع مأساة إيتايوان

سيئول، 2 نوفمبر (يونهاب) -- يتعرض رد الفعل اللا مبالي الذي أظهرته الشرطة في استجابتها لمكالمات الطوارئ ليلة وقوع حادث التدافع بإيتاوان للتدقيق والانتقادات المتزايدة اليوم الأربعاء، بعدما تم الكشف عن أن الشرطة تجاهلت سلسلة من مكالمات الطوارئ حول اكتظاظ الحشود في الحي قبل ساعات من وقوع المأساة.

أصدرت وكالة الشرطة الوطنية يوم الثلاثاء وثائق شرطية تؤرخ لتلقي بلاغات في الوقت الذي كان فيه الوضع يتجه نحو المأساة التي وقعت، وتتساءل عن المسؤول عن الحادث المميت، وسط انتقادات بأن الحادثة كان يمكن تجنبها أو حتى تقليل تداعياتها إذا كانت الشرطة استجابت في الوقت المناسب.

وقعت المأساة ليلة السبت عندما تجمع حشد كبير من زوار الحي احتفالا بالهالوين في زقاق ضيق يبلغ عرضه 3.2 أمتار في المنطقة الترفيهية بسيئول. بدأ البعض بالسقوط، متسببا في سقوط آخرين كـ"قطع الدومينو"، ليتكدسوا فوق بعضهم البعض، ما خلف ما لا يقل عن 156 قتيلا معظمهم في العشرينات من العمر.

وفقا لوثائق ونصوص البلاغات، تلقت الشرطة 11 بلاغا هاتفيا بدأت قبل 4 ساعات من وقوع الحادث، لتنبيههم على نحو طارئ بمخاطر وقوع كارثة في الزقاق. استجابت الشرطة لأربعة بلاغات بإرسال ضباط إلى الموقع، لتفريق الحشود والعودة، ولم تتم الاستجابة لباقي البلاغات.

تم إصدار أمر استجابة من نوع "كود 0" الذي يدعو لأسرع استجابة ممكنة لبلاغ واحد، وتطبيق ثاني أعلى استجابة "كود 1" على 7 بلاغات أخرى، لكن رجال الشرطة فشلوا في اتخاذ الإجراءات المناسبة.

وفقا لوثائق الشرطة، تم البلاغ الأول الساعة 6:34 مساء السبت، من شخص في الزقاق، محذرا من أن هناك تجمع كبير في الطريق وأن هناك حاجة عاجلة للسيطرة على الحشود. وقال صاحب البلاغ "أشعر وكأنني سأسحق حتى الموت هنا لأن الناس يستمرون في المجيء على الرغم من أنه لم يعد بإمكان أي شخص النزول"، مضيفا "لقد خلصت نفسي بصعوبة، ولكن الشرطة عليها السيطرة على المنطقة لأن الحشد ضخم جدا". وصف صاحب البلاغ الموقف بأنه "رهيب"، وحث الشرطة عدة مرات على السيطرة على الجمع. وتم بالفعل إرسال رجال الشرطة إلى الموقع، ولكنهم أغلقوا البلاغ دون إجراء ملموس.

جاء البلاغ الثاني بعد نحو ساعة ونصف من شخص بالقرب من محطة إيتيوان، قائلا "هناك أشخاص وقعوا وأصيبوا لأن هناك عدد كبير من الأشخاص".

تم إرسال مجموعة أخرى من ضباط الشرطة إلى مكان الحادث، ولم يقوموا سوى بإغلاق البلاغ بعدما نقلوا بعض الأشخاص إلى الأرصفة. تجاهلت الشرطة تقريرين تاليين في الساعة 8:33 مساء و8:53 مساء، على التوالي، وحولوا أصحاب البلاغات إلى رجال الشرطة المناوبين في الحي.

وبين التاسعة والتاسعة و10 دقائق، تلقت الشرطة 4 بلاغات تقول "نحن على وشك التعرض لحادث مروع بسبب تدفق الحشود"، أو "لقد كدت أموت سحقا". أصدرت الشرطة استجابة "كود0" من الدرجة الأولى، ولكن كان الإجراء الوحيد الذي تم اتخاذه هو إرسال رجال شرطة وتفريق حشد صغير من الناس.

وبعد وقت قصير من انقطاع البلاغات، تلقت الشرطة 3 تقارير جديدة بدءا من الساعة 9:51 دقيقة أي قبل 24 دقيقة من وقوع الحادث، بما يشمل بلاغات بنبرة مضطربة تقول "نحتاج للسيطرة على الحشود، هناك الكثير جدا من الأشخاص".

ولكن الشرطة لم تتخذ أي إجراء بشأن كل تلك التقارير.

كشفت وكالة الشرطة الوطنية طواعية عن البلاغات التي تلقتها خلال ليلة الحادثة كمحاولة "للتعبير عن الرغبة في الوصول للحقيقة بدقة".

وتعتزم الشرطة إجراء تحقيق مع رجال الشرطة الذين تعاملوا مع البلاغات مع إمكان تحويل القضية إلى تحقيق جنائي رسمي إذا تم رصد مخالفات محتملة، كالإهمال في العمل أو تزوير وثائق رسمية.

ومن جانبه أقر قائد الشرطة الوطنية يون هي-كيون يوم الثلاثاء بوجود تقصير في استجابة الشرطة لتزايد الحشود وتعهد بإجراء تحقيق خارجي مستقل في أخطاء الشرطة المزعومة.

(انتهى)

heal@yna.co.kr