(مرآة الأخبار) الاندفاع المفاجئ للحشود إلى زقاق ضيق عرضه 4 أمتار هو السبب الرئيسي في حادث التدافع المميت

سيئول، 30 أكتوبر (يونهاب) -- تسبب الاندفاع المفاجئ لحشود المحتفلين بالهالوين إلى زقاق ضيق يبلغ عرضه 4 أمتار في منطقة "إيتايون" بسيئول إلى محاصرة المئات من الأشخاص ومنعهم من الحركة أو الهروب، قبل أن يبدأ بعضهم في السقوط وإسقاط غيرهم، وفقا لتصريحات السلطات وشهود العيان اليوم الأحد، ليقع حادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية.

ولقي ما لا يقل عن 151 شخصا مصرعهم وأصيب 82 آخرون في الحادث الذي وقت مساء أمس السبت في منطقة حفلات الهالوين الشهيرة في منطقة "إيتايون".

وقد أسفر هذا الحادث عن أكبر خسارة في الأرواح منذ حادث غرق العبارة "سيوال" في عام 2014، والذي أسفر عن مقتل 304 من طلاب المدارس الثانوية وغيرهم من الضحايا.

وتعد "إيتايون" موطن تجمعات المغتربين والأجانب في وسط سيئول، وبفضل وفرة أماكن الحياة الليلية والمطاعم الأنيقة كانت هي المكان الأشهر للمحتفلين بالهالوين، وقد زار المنطقة عشرات الآلاف من الناس في تلك الليلة.

ويبلغ عرض الزقاق الذي وقع فيه الحادث 4 أمتار فقط، وهو زقاق منحدر يبلغ طوله 40 مترا ويربط بين منطقة مزدحمة بالمطاعم والشارع الرئيسي، ويكفي بالكاد لعبور حوالي 6 بالغين في نفس الوقت.

وقد تجمعت الحشود الضخمة من المحتفلين في الزقاق الضيق ليلة السبت للاحتفال بأول موسم للهالوين دون ارتداء الكمامات منذ جائحة كوفيد-19 في أوائل عام 2020، بعد السماح بخلع الكمامات في الأماكن الخارجية في سبتمبر الماضي.

وقال أحد شهود العيان الناجين إن التدافع بدأ «على الفور» عقب سقوط بعض الأشخاص وتسببهم في إسقاط غيرهم من قطع الدومينو، ثم تراكم بعضهم على بعض دون قدرة على الحركة أو التنفس. وأدى العدد الكبير إلى صعوبة وصول رجال الإنقاذ وضباط الشرطة واجتيازهم مسافة 100 متر إلى مكان الحادث وإنقاذ الضحايا، مما أدى إلى الزيادة الفادحة في عدد القتلى.

وقال الشهود أيضا إن الزيادة المفاجئة لنحو 300 من المصابين الذين يحتاجون إلى الإنعاش القلبي الرئوي وإجراءات الإسعافات الأولية الأخرى جعل مهمة عمال الإنقاذ والمسعفين عسيرة، بينما زاد ازدحام المرور في فترة العودة إلى المنازل في المنطقة من تأزم الموقف.

وكان من بين القتلى 97 أنثى، ويقول المراقبون إن الإناث كانوا أشد تضررا من الحادث بسبب صغر حجمهن في المعتاد، فضلا عن أزياء الهالوين الثقيلة. كما كان من بين الضحايا 19 أجنبيا من الصين وإيران والنرويج وأوزبكستان.

وتم تناقل بعض الشائعات في مكان الحادث أن الحشد الضخم اندفع إلى الزقاق لرؤية أحد المشاهير في المنطقة. وقال آخرون إن بعض الناس هتفوا في الحشود: «إلى الخلف، إلى الخلف» في محاولة للحفاظ على النظام، لكن بعضهم ظن أن العبارة تعني «تحركوا، تحركوا» واندفعوا إلى الأمام.

وقال شهود عيان من الناجين إنهم لم يكن لديهم طريقة للهروب من التدافع المميت، لأن الزقاق يقع على طول الجدار الخارجي لفندق مجاور، وقد تم دفعهم رغما عنهم إلى الأمام أو الخلف في الزقاق، وكانوا عاجزين عن التحرك بمفردهم.

وتخطط الشرطة لإطلاق فريق تحقيق خاص بالحادث لتحديد السبب الدقيق للتدافع، وما إذا كانت البلديات المعنية تمتثل للوائح الوقاية من تلك الحوادث.

(انتهى)

hala3bbas@yna.co.kr