بنك كوريا المركزي يرفع سعر الفائدة بمقدار 0.5 نقطة مئوية لمواجهة التضخم

جميع العناوين 2022.07.13 11:23

سيئول، 13 يوليو (يونهاب)--قام البنك المركزي في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء برفع سعر الفائدة الرئيسي بشكل غير مسبوق بمقدار 0.5 نقطة مئوية لمكافحة ضغوط التضخم المتنامية تأثرا بأسعار الطاقة والسلع المرتفعة.

عقد مجلس السياسة النقدية لبنك كوريا (BOK) اجتماعًا لتحديد سعر الفائدة في وقت سابق من اليوم، وصوت على زيادة سعر إعادة الشراء القياسي لسبعة أيام من 1.75% إلى 2.25%، وفقًا للبنك المركزي.

كان هذا بمثابة أول زيادة كبيرة في سعر الفائدة يقوم بها بنك كوريا المركزي على الإطلاق والزيادة السادسة في تكاليف الاقتراض منذ أغسطس من العام الماضي عندما بدأ البنك المركزي في التراجع عن سياسته النقدية المتساهلة، التي وضعها لمدة عامين تقريبًا لدعم الاقتصاد المتأثر بكورونا.

يأتي رفع سعر الفائدة اليوم بعد زيادة متتالية لمرتين بمقدار 0.25 نقطة مئوية في كل من أبريل ومايو، وهي أول مرة يرفع فيها البنك سعر الفائدة ثلاث مرات متتالية.

تصارع كوريا الجنوبية ضغوط التضخم المتصاعدة بسرعة وسط ارتفاع أسعار الطاقة والسلع بسبب انتعاش الطلب المتأثر من الجائحة، والاضطرابات المطولة في سلسلة التوريد التي تفاقمت بسبب الحرب المستمرة في أوكرانيا.

وارتفعت أسعار المستهلكين في البلاد، وهي مقياس رئيسي للتضخم، بنسبة 6% الشهر الماضي مقارنة بالعام الذي سبقه. وتعد هذه أكبر زيادة في الأسعار منذ ارتفاعها بنسبة 6.8% في نوفمبر 1998، عندما كانت كوريا الجنوبية في خضم الأزمة المالية الآسيوية 1997-1998. وتتوقع الحكومة أن يكون التضخم تحت ضغط تصاعدي وأن يظل في نطاق 6% في الوقت الحالي.

وفي مايو، عدل بنك كوريا المركزي توقعاته لنمو التضخم لعام 2022 إلى 4.5% من توقعات سابقة بزيادة بنسبة 3.1%، وقال مؤخرًا إن الوتيرة قد تكون أسرع مما كان متوقعًا في وقت سابق.

العنصر الآخر المثير للقلق هو ما إذا كان البنك قد يعزز الجو العام على مسار التضخم في ظل مخاوف من أن المواطنين قد يكثفون طلبات رفع الأجور، ما قد يؤدي إلى مزيد من الضغود التضخمية.

وقد أظهر تقرير سابق للبنك أن المواطنين العاديين يتوقعون ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 3.9% خلال العام المقبل في يونيو، في أسرع زيادة منذ أبريل 2012.

تأتي الزيادة الاخيرة في سعر الفائدة مع رفع الاحتياطي الفيدرالي الشهر الماضي سعر الفائدة بشكل كبير لمكافحة التضخم، بمقدار 0.75 نقطة مئوية، وهي أكبر زيادة لمرة واحدة في سعر الفائدة منذ ما يقرب من 30 عامًا. كما أشار إلى أنه قد يطبق زيادة مماثلة في وقت لاحق من الشهر.

أدى تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي السريع والحاد للسياسة النقدية إلى ظهور تكهنات بأن أسعار الفائدة في الولايات المتحدة يمكن أن تصبح قريبًا أعلى من مثيلتها في كوريا الجنوبية، ما يثير قلق مراقبي السوق من أن هذا قد يسبب تسرب لرأس المال من كوريا سعيا وراء عوائد أعلى. ويُخشى من أن تسرب رأس المال إلى الخارج قد يتسبب في مزيد من التضخم بسبب إضعاف العملة المحلية ورفع أسعار الواردات. وقد تراجعت قيمة العملة المحلية بالفعل خلال العام، مسجلة أدنى مستوياتها يوم الثلاثاء منذ 13 يوليو 2009.

وولّد الارتفاع السريع في تكلفة الاقتراض مخاوف من أنه قد يثقل كاهل الاقتصاد، بزيادة العبء المادي على العديد من الأشخاص المثقلين بالديون وتثبيط الاستهلاك، الذي يظهر علامات على التعافي.

ومن جانبها، قالت وزارة المالية في وقت سابق إن اقتصاد كوريا الجنوبية يواجه مخاطر متزايدة، حيث يخشى من أن يُضعف تدهور الأوضاع الاقتصادية الخارجية الاستثمار ونمو الصادرات وسط ارتفاع التضخم.

وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات حكومية أن الصادرات لا تزال محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، لكن ارتفاع فواتير الاستيراد دفع البلاد إلى تسجيل عجز تجاري للشهر الثاني على التوالي في مايو.

سجلت الدولة فائضًا في الحساب الجاري بقيمة 3.86 مليارات دولار أمريكي في مايو، لكنه كان أقل بكثير من فائض العام السابق البالغ 10.41 مليار دولار.

وقد خفضت وزارة المالية الشهر الماضي توقعاتها للنمو الاقتصادي لعام 2022 إلى 2.6%. كما عدل بنك كوريا المركزي توقعاته للنمو لهذا العام إلى 2.7% في مايو من زيادة 3% متوقعة قبل ثلاثة أشهر.

(انتهى)