أفغانيان في كوريا: نشعر بقلق عميق بشأن العائلة وأقاربنا في الوطن على الرغم من حياتنا السعيدة في كوريا

سيئول، 26 يناير (يونهاب) -- بدأ بعض الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى كوريا الجنوبية من بلادهم التي استولت عليها حركة طالبان العام الماضي، يخطون خطواتهم الأولى في المجتمع الكوري الجنوبي.

واستهل الرجلان الأفغانيان "جوماني طيب" البالغ من العمر 32 عاما، و"حسيمي نانغيالي" البالغ من العمر 34 عاما، حياتهما المستقلة في كوريا الجنوبية مع الحصول على وظيفة في شركة تصنيع في مدينة إنتشون على بعد 40 كيلومترا غرب سيئول، بعد مغادرة مقر إقامتهما المؤقت في مدينة يوسو الجنوبية الغربية.

وقالا في لقاء صحفي مع وكالة يونهاب للأنباء اليوم الأربعاء إنهما يحاولان التعود على الروتين اليومي مثل معرفة مواقع المطاعم الحلال بالقرب من المنزل وكيفية الوصول إلى محال السوبر ماركت وغيرها.

وذكر جوماني أنه كان مهددا بالانتقام من قبل حركة طالبان بسبب خبرته السابقة في العمل من أجل كوريا الجنوبية، حيث عمل معلما للغة الإنجليزية في مركز التدريب المهني الكوري الجنوبي في أفغانستان لمدة 3 سنوات ابتداء من عام 2012.

وأفاد بأنه بالنظر إلى الوضع المتدهور بشكل كبير في ذلك الوقت، لولا أني لم أحضر إلى هنا، كان من الواضح أن يتم إعدامي من قبل حركة طالبان.

وقال إن ما أفعله الآن صعب لأنه يختلف عما كنت أفعله في أفغانستان، غير أنه من الجيد أن يكون لدي وظيفة، وأضاف أنني أريد أن أصبح زميلا جيدا في العمل وجارا جيدا في القرية من خلال التكيف الجيد مع المجتمع الكوري.

وأوضح أنه ينتظر خبرا سارا ، حيث من المتوقع أن تغادر زوجته وبناته الثلاث مقر الإقامة المؤقت في مدينة يوسو في نهاية الشهر الجاري، وينتقلن إلى مدينة إنتشون.

وذكر جوماني أنه سعيد لكونه يستطيع أن يلم شمل أسرته مرة أخرى وأنه يخطط للبحث عن روضة أطفال لابنته الكبرى البالغة من العمر 7 سنوات.

ويعمل حسيمي الذي كان زميل عمل لجوماني في أفغان، في نفس الشركة في كوريا الجنوبية.

وقال حسيمي إنه شعر بأنه يولد من جديد، لأن كوريا الجنوبية تختلف في كثير من المناحي عن وطنه من حيث الطقس والثقافة وأسلوب الحياة.

وفي إجابة على السؤال "هل تشعران بقلق؟، قال جوماني وحسيمي أن هناك شيئان يشعران بالقلق بشأنهما ، الأول هو العائلة في كوريا، والآخر هو العائلة المتبقية في أفغانستان.

وقال حسيمي "فقدنا المنزل والوظيفة والأمل في أفغانستان، وأريد أن أجد المستقبل هنا مرة أخرى.

وأوضح جوماني أن والديه وأصدقائه لا يزالون موجودين في أفغانستان، وأنه يشعر بالقلق حيالهم في ظل وضع يصعب فيه حتى الحصول على الطعام.

وأعرب حسيمي عن امتنانه للمساعدة التي قدمتها الحكومة الكورية حتى الآن، لكنه قال إنه يطلب منها أن تعتني بعائلته في أفغانستان.

وسبق أن الحكومة الكورية الجنوبية قامت في أغسطس العام الماضي بإجلاء 390 من المتعاونين الأفغان وأفراد أسرهم من أفغانستان بصفتهم مساهمين خاصين حيث تعرضوا لتهديدات محتملة من طالبان لتعاونهم مع الحكومات الأجنبية.

(انتهى)

maha@yna.co.kr