(مرآة الأخبار)-- مجهودات كوريا الجنوبية للإجلاء تؤكد على إرادتها عدم التخلي عن أصدقائها الأفغان
سيئول، 26 أغسطس (يونهاب)-- أرسلت المهمة الكورية الشاقة ولكن الناجحة الرامية لإجلاء الزملاء الأفغان من بلادهم التي مزقتها الحرب رسالة بسيطة ولكن مؤثره لهم ولشركائها المستقبلين وهي: نحن لن نتخلى عن أصدقائنا أبدا.
كان للرسالة صدى لدى ما يقرب من 400 أفغاني تم إجلاؤهم من بلادهم خلال الأسبوع، حيث واجه الدبلوماسيون والقوات الكورية الجنوبية اضطرابات شبيهة بالحرب في أفغانستان لإخراجهم من طرق خطرة من أجل إتمام المهمة، التي أطلق عليها اسم "عملية المعجزة".
يشمل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم مهنيين طبيين ومترجمين ومدربين مهنيين وصيادلة وممارسي تكنولوجيا المعلومات، ساعدوا كوريا الجنوبية في مجهوداتها لإعادة بناء البلاد، وكذلك أفراد أسرهم. وقد واجهوا مخاطر انتقام طالبان لدعمهم العمليات المدعومة من الخارج.
وقد ذكر كونغ دوك-سو، الذي ترأس مركز تدريب مهني في أفغانستان لمدة خمس سنوات منذ أوائل عام 2010، لوكالة يونهاب للأنباء عبر الهاتف أن "عملية الإجلاء ترسل رسالة مفادها أن كوريا الجنوبية لن تتخلى أبدًا عن أصدقاءها". وأضاف أن "ذلك كان بمثابة فرصة لتذكير المجتمع الدولي بالتزام كوريا تجاه أولئك الذين ساعدوا أو سيدعمون حكومتها ومواطنيها في الخارج".
بدت مهمة الإجلاء في البداية وكأنها مهمة محفوفة بالمخاطر وعدم اليقين، حيث كافحت العديد من الدول الأخرى في جهودها الخاصة لتهريب الأفغان من كابول التي تقع الآن في أيدي مقاتلي طالبان في انتظار الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية المقرر في 31 أغسطس.
على الرغم من أن مطار كابول الآن تحت تأمين القوات الأمريكية والتركية، أثارت التقارير عن وحشية طالبان -على الرغم من تعهدها بالعفو عن الجميع- الشكوك حول ما إذا كانت عمليات الإجلاء الكورية عن طريق ثلاث طائرات عسكرية يمكن أن تتم كما هو مخطط لها.
وبغض النظر عن المخاطر والشكوك، عادت مجموعة صغيرة من الدبلوماسيين، الذين تم إجلاؤهم إلى قطر الأسبوع الماضي إلى كابول لتنفيذ المهمة الشاقة، في ظل قلق أفراد عائلاتهم الذين كانوا يراقبون بقلق العملية الخطيرة.
ومن جانبه شدد النائب الثاني للخارجية الكوري تشوي جونغ-مون أثناء إعلانه عن وصول من تم إجلاؤهم على "المسؤولية الأخلاقية" التي يجب على كوريا تحملها لدعم الزملاء الأفغان ومكانتها العالمية كدولة رائدة في دعم حقوق الإنسان.
ومن جانبهم أعرب ، أعرب الأفغان الذين تم إجلاؤهم -في طريقهم إلى كوريا- عن تقديرهم للكوريين. وقال أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وكان يعمل في السفارة الكورية المغلقة الآن في كابول لمدة عامين "الشعب الكوري يحاول جاهدا ليلا ونهارا من أجل نقلنا إلى الداخل. أود أن أشكر جميع الكوريين في كابول لإحضارنا إلى المطار".
بالنسبة للرئيس مون جيه-إن، فإن عمليات الإجلاء اليائسة ربما تذكره بإجلاء والديه من ميناء هيونغنام في كوريا الشمالية في إطار مهمة انسحاب واسعة النطاق خلال الحرب الكورية 1950-1953. ووصف مون المهمة بأنها "طبيعية ومهمة"
وصرح يوم الأربعاء بأنه "من حسن الحظ أن نتمكن من نقل الموظفين الأفغان الذين عملوا مع حكومتنا وعائلاتهم بأمان من خلال استعدادات دقيقة".
عكس اسم المهمة "عملية المعجزة" أمل كوريا في إنقاذ جميع من تقدموا بطلبات الإجلاء. وقد شق هؤلاء طريقهم في البداية عبر مواقف محفوفة بالمخاطر بما يشمل المرور من نقاط تفتيش طالبان، قبل الوصول إلى مطار كابول، وفي وقت لاحق أمن دبلوماسيو سيئول خدمات الحافلات في الساعة الحادية عشر لتمهيد طريقهم لدخول المطار.
وقال مسؤول في سيئول "اخترنا هذا الاسم الرمزي لأننا رغبنا في منح الأمل لزملائنا الأفغان الذين اتخذوا قرارا جديدا في موقف حياة أو موت"، وأضاف "يعني الاسم رغبتنا في تنفيذ مهمة نادرا ما قمنا بها من قبل".
وشدد المراقبون على أن مهمة الإجلاء هذا الشهر تحمل معنى حاسمًا بالنسبة لكوريا الجنوبية، حيث عززت البلاد مؤخرًا تبادلاتها مع الشركاء الخارجيين في التجارة والأعمال وتغير المناخ وغيرها من المجالات في انعكاس لمكانتها العالمية المعززة.
وقال نام تشانغ هي-، أستاذ السياسة الدولية في جامعة إينها ، إن "كوريا الجنوبية دولة تعتمد بشكل كبير على التجارة والأنشطة الخارجية، الأمر الذي قد يتطلب مساعدة من الخارج". "إذا رفضنا الأفغان الذين تم إجلاؤهم، فماذا يمكننا أن نقول عندما نحتاج إلى دعم؟"
وقد حصلت عمليات الإغاثة الكورية الأخيرة على احترام المجتمع الدولي.
وعلى الرغم من التحديات الأولية، مثل نقل الأفغان إلى المطار، إلا أن مهمة الإجلاء كانت ناجحة إلى حد كبير بفضل الإدارة الشاملة للسفارة الكورية لنقاط الاتصال مع زملاء العمل الأفغان على الرغم من اضطرابات الاتصالات في خضم ارتباك يشبه الحرب في أفغانستان.
وقال نائب وزير الدفاع للسياسة كيم مان-كي في مقابلة إذاعية مع محطة سي بي إس "لقد حافظوا على التواصل مع جميع المتقدمين للإجلاء وكأنها معجزة حقًا"، في إشارة إلى قائمة نقاط الاتصال بالسفارة المحدثة جيدًا.
ولكن مع وصولهم الوشيك، فإن السؤال الأخير المتبقي هو ما إذا كان الكوريون عمومًا مستعدين لاحتضان هذا التدفق الكبير من الأجانب في وقت يكافح فيه الكثيرون اقتصاديًا في بسبب جائحة كورونا، كما قال مراقبون.
ويستمر الجدل وسط مواجهة ما بين من يفضلون قبول الأفغان الذين تم إجلاؤهم تماشيا مع الوضع الوطني المعزز للبلاد، وأولئك الذين يتحدثون عن المخاطر الأمنية المحتملة.
(انتهى)
heal@yna.co.kr
-
(جديد) انخفاض صادرات كوريا الجنوبية للشهر الثاني عشر في سبتمبر بسبب ضعف الطلب على الرقائق
-
وزير الوحدة: الحلقة المفرغة من الاستفزازات والمكافآت التي تمارسها كوريا الشمالية "لم تعد فعالة"
-
كوريا الشمالية تدين اعتماد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقرار بشأن برنامج بيونغ يانغ للأسلحة النووية
-
فرقة "شايني" تقوم بجولة في 4 مدن يابانية بعد 5 سنوات
-
(آسياد) كوريا الجنوبية تنهي غيابها عن كرة الريشة وغولف الرجال؛ وتحصل على الذهبية الثانية في رياضة الرول
-
الرئيس يون يلتقي ضباط الشرطة العاملين خلال العطلة
-
أبطال الرياضات الإلكترونية في الألعاب الآسيوية يعودون إلى الوطن
-
كوريا الجنوبية تخسر أمام كوريا الشمالية في دورة الألعاب الآسيوية
-
كوريا الجنوبية تفوز بذهبية وفضية في التزلج بالعجلات